
تأكيدًا لدورها الريادي في دعم الصناعات اليدوية، كشفت جمعية أصايل التعاونية النسائية الحرفية عن مشروعها الوطني الجديد “بيت الحرف”، وهو مجمع حرفي متكامل يُقام في قلب الدرعية – مهد الدولة السعودية الأولى – ويهدف إلى خلق منظومة متكاملة من التدريب والإنتاج والتسويق تحت سقف واحد، المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في المملكة، صُمم ليكون أكثر من مجرد مركز إنتاج فهو مؤسسة اقتصادية – ثقافية – تعليمية تعمل على تطوير الحرف التقليدية وتحويلها إلى صناعة منظمة تواكب المعايير العالمية.
ويتألف “بيت الحرف” من عدة أجنحة رئيسية:
* جناح التدريب والتأهيل:
حيث تُقام الدورات وورش العمل المتخصصة في جميع الحرف مثل السدو، الخياطة، التطريز، صناعة السعف، الفخار، الجلود، النجارة، العطور، النحت وغيرها.
* جناح الإنتاج:
مساحة مجهزة بالكامل بأحدث الأدوات والتقنيات التي تساعد الحرفيين على رفع جودة منتجاتهم وتحسين التصميمات دون فقدان الطابع التراثي.
* سوق الحرف:
صالة عرض وتسويق دائمة تُعرض فيها منتجات الحرفيين وتُباع للجمهور المحلي والزوار والسياح.
* مركز التصدير والتسويق الدولي:
قسم متخصص لتصدير المنتجات الحرفية إلى الأسواق العالمية وربطها بالمعارض والمتاجر الإلكترونية.
وقالت الأستاذة مشاعل منصور أبو العلا، المدير العام لجمعية أصايل:
“بيت الحرف ليس مجرد مشروع، بل هو حلم وطني نعمل عليه منذ سنوات. هدفنا أن نصنع بيئة متكاملة تحتضن الحرفيين والحرفيات، وتوفر لهم الأدوات التي يحتاجونها لتحويل مواهبهم إلى مشاريع حقيقية تدر الدخل وتخلق فرص عمل جديدة.”
ويأتي المشروع ضمن استراتيجية “أصايل” لتحقيق أحد أهم أهدافها: تحويل الصناعات الحرفية من نشاط تراثي محدود إلى قطاع اقتصادي حيوي. وسيعمل المركز على توثيق الحرف المهددة بالاندثار، وتدريب جيل جديد من الحرفيين على إحيائها وتطويرها، بما يضمن استمراريتها لعقود قادمة.
وتخطط الجمعية لاستقطاب أكثر من 10,000 حرفي وحرفية خلال السنوات الخمس الأولى من عمل “بيت الحرف”، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الإنتاج والتسويق والتعليم. كما سيوفر المركز مساحات مخصصة لرواد الأعمال الجدد لعرض منتجاتهم والالتقاء بالمستثمرين والموزعين.
المشروع سيكون أيضًا وجهة سياحية وثقافية، حيث سيتم تنظيم جولات تعريفية وورش مفتوحة للزوار والسياح للتعرف على طرق صناعة المنتجات اليدوية والمشاركة في تجارب حرفية تفاعلية، ما يجعله نقطة جذب سياحي واقتصادي وثقافي في آنٍ واحد.
وأكدت الجمعية أن “بيت الحرف” سيكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية المملكة في تعزيز الاقتصاد الإبداعي، وتفعيل دور الحرف والصناعات التقليدية في الناتج المحلي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.